أقيمت فعاليات المهرجان الدولي الرابع للثقافة والكتاب العربي في مركز بغلارباشي للمؤتمرات والثقافة الواقع في أوسكودار بين تاريخ 22 شباط / فبراير و 4 آذار /مارس وبمبادرة كريمة من فرع اتحاد كتاب تركيا في اسطنبول، وبتنظيم مشترك بين دار الهاشمية وجمعية خالدي معارف للعلوم والثقافة/ وتحت رعاية كريمة من رئاسة الجمهورية التركية.
وبدأت الفعاليات في 21 شباط / فبراير عند الساعة العاشرة صباحا في أوسكودار بغلارباشي بمؤتمر صحفي شارك فيه رئيس بلدية أوسكوارد السيد حلمي تركمان وثلة من رجال العلم الذين أتوا من خارج البلاد بالإضافة إلى المنظمين، وقد تخلل الحديث تصريحات حول فعاليات مهرجان الثقافة والكتاب العربي بحضور كثيف من قبل الإعلام المحلي والدولي.
وفي 22 شباط / فبراير عند حدود الساعة الحادية عشر ظهراً بدأت فعاليات المهرجان بحضور وزير الطاقة والمعادن السابق وممثل قيصري في البرلمان التركي السيد تنار يلدز ورئيس بلدية أوسكودار السيد حلمي تركمان وقائم مقام أسكودار السيد مراد صفا دميريوراك والمدير العام للمكتبات والمنشورات السيد حميد طورشوجو ونائب رئيس غرفة تجارة اسطنبول السيد إسرافيل كورالاي ومدير تربية اسطنبول السيد لفنت يازيجي وبحضور شرفي من الخطاط حسن جلبي ومصطفى دميركان بالإضافة إلى حضور شخصيات عدة من داخل البلد وخارجها من رجال العلم والأكاديميين والكتاب والناشرين.
وقد أقيمت العشرات من الندوات والمحاضرات والكلمات خلال فعاليات المهرجان تحت شعار”المكتبات ذاكرة حضارتنا” كما أقيمت الكثير من البرامج الخاصة حضرها ضيوفنا من الداخل والخارج حيث عُرض فيلم يروي حياة الخطاط وضيف الشرف السيد حسن جلبي تحت عنوان: “حياة على منهاج الخط”، وتم عرض نسخة قديمة من كتاب صحيح البخاري وفعاليات مكتبة إيسام وموسوعة وقف الديانة التركي الإسلامية، وكانت فعاليات المهرجان نقطة لقاء بين أهل العلم والمئات من الأكاديميين والكتاب والناشرين حيث استضاف المهرجان خلال عشرة أيام أكثر من ستين ألف زائر.
شارك في المهرجان ما يقارب المائة من العلماء والأكاديميين والكُتاب والناشرين من أكثر من خمس وعشرين بلداً مثلوا أفغانستان وألمانيا وألبانيا والمغرب وساحل العاج والهند والعراق وقطر والكويت ولبنان ومصر والنيجر وباكستان وروسيا وداغستان والسنغال والسودان وسوريا وتونس وتركمانستان وأوغاندا والأردن واليونان وفلسطين وطاجكيستان واليمن.
لقد استضاف مهرجان الثقافة والكتاب العربي كتَّاباً وناشرين ورجال علم ومختصين من أكثر من خمس وعشرين بلداً وبدعم من وكالة التنسيق والتعاون التركية، وقد التقوا في تركيا بأقرانهم من العلماء والناشرين والطلاب أيضاً وانضموا في فترة قصيرة لعدة فعاليات وبرامج وسنحت لهم الفرصة لزيارة عدة مدن والتعرف عليها وفي مقدمتها مدينة اسطنبول.
وبالنسبة للداخل فقد انضم للمهرجان ما يقارب المائة عالم ومختص وكاتب قدموا من اسطنبول وأنقرة وسيرت وآديمان ودياربكر وقونية وكوتاهية وماردين وموش وشانلي أورفه وتكيرداغ ويلوفا وفان والعديد من المدن الأخرى.
وقد أقيمت المقابلات الخاصة مع ضيوفنا من الداخل والخارج بهدف الوصول إلى شريحة أكبر من الناس وزيادة الإسهامات الثقافية، وبالأخص كانت اللقاءات مع ضيوف الخارج من علماء وأكاديميين وكُتاب وناشرين عبر وسائط الإذاعة والتلفازالتركية.
شارك في مهرجان الثقافة والكتاب العربي من تركيا 22 دار نشر ومؤسسة، وفي مقدمتها رئاسة مؤسسة المخطوطات ومنشورات مؤسسة أتاتورك العليا للثقافة والأدب والتاريخ ومؤسسة الأدب التركي، ومنشورات رئاسة الشؤون الدينية، ومنشورات وقف الديانة التركي، ومنشورات مركز الدراسات الإسلامية إيسام، ومنشورات وقف كلية الإلهيات جامعة مرمرة.
وكانت هناك لقاءات حول التأليف بين ناشري الداخل والخارج هدفت إلى تعريف العالم الإسلامي بالآثار التركية، وقد حضر المهرجان أربع وعشرون دار نشر بحضور رسمي وفي مقدمتها دور نشر مصر ولبنان صاحبتا المركز المهم في طباعة ونشر الكتب في العالم العربي كما حضر المهرجان دور نشر أخرى بكتبهم والتي قُدرت بعشرين ألف كتاب.
بلدنا الذي كان مركز الدولة العثمانية وما زال اليوم يسير في مركز القوة سنة بعد سنة في العالم الإسلامي وفي جميع العالم، وفي الوقت ذاته بلدنا صاحب مركز تاريخي فيما يتعلق بالمصادر العربية والمخطوطات الأثرية، وإن كُتاب ومؤلفي كتب التراث التي تُطبع في بيروت قد عاش قسم مهم منهم في الأراضي العثمانية والأناضول، ومنهم من عبر وتعلم وما زالت كتبهم محفوظة في مكاتبنا، وإن مهرجان الثقافة والكتاب العربي يُسهم بشكل كبير في إظهار هذا الإرث التاريخي العظيم في بلادنا.
يهدف مهرجان الثقافة والكتاب العربي إلى إحياء الشعور المشترك في الميراث والثقافة بين الجغرافية العثمانية وباقي الدول الإسلامية، ويسعى إلى إضفاء الوعي بين الأجيال فيما يخص التاريخ والحضارة المشتركة، كما يبتغي تقوية عوامل الوحدة والتضامن بين العالم الإسلامي والالتفاف حول أهل السنة والجماعة ضد عوامل التفرقة والفتن.
وبالإخص في عصر كانت فيها تركيا سباقة ورائدة في مواقفها العالمية ومساعداتها الإنسانية، حققت إضافات إيجابية متعددة الجوانب في مجال التعريف ببلادنا، وبهذا بدأت المحاولات الحثيثة لتشويه صورة العلاقات في البقعة العربية والعالم العربي بعد انتهاء الدولة العثمانية تبوء بالفشل في الفترة الأخيرة.
بدت علامة الرضا على وجوه زوار المهرجان، وأخذت مكاناً مهما تحريراً وتصويراً في الإعلام الوطني والدولي.
وبهذا أصبح للمفكرين والناشرين العرب والمسلمين إمكانية التعرف على بلادنا أكثر، حيث أن هذه الفعاليات تعرف العالم العربي على تركيا بصورة صحيحة وتسهم في تطوير العلاقات بينها، ولا شك إن زوار المهرجان من رجال العلم والمختصين والكُتاب والناشرين سيكونون جسور ثقافة باسم بلادنا.
• تمت ترجمة ثلاثة كتب للعربية في إطار فعاليات مهرجان الثقافة والكتاب العربي وتم إهداؤها للحضور، وهذه الكتب هي “السلطان عبد الحميد خان” لنجيب فاضل كصاكوراك، وشروط الصحبة مع الطيور لأحمد مراد أوزال، و”السلطان المبجل” لأوزان بودور، وقد أولى الضيوف لهذه الكتب أهمية واحتراماً كونها تعرف العالم العربي والإسلامي على التاريخ والأدب التركي بصورة مُثلى.
• وقد تم إهداء مجلة الأطفال العربية “كبار الصغار” إلى ضيوف المهرجان الصغار والتي أعدت خصيصاً لمهرجان الثقافة والكتاب العربي وبدعم من جمعية بشير الخيرية، وتم توزيع العديد من النسخ إلى طلاب إعدادية الأئمة والخطباء وبراعم معاهد القرآن الكريم وبالأخص الأطفال السوريين والعرب وقد لاقى هذا النشاط إعجاب وسعادة عائلاتهم.
• انضمت وزارة الثقافة والسياحة التركية لمهرجان الثقافة والكتاب العربي بعرض المكتبات القديمة والحديثة، وإلى جانب ذلك فقد عُرض فعاليات شعر 15 تموز / يوليو تحت مسمى “الشعر المناضل القلوب المناضلة” حيث لاقت اهتمام الزوار، وإلى جانب هاتين الفعاليتين كانت فعاليات “المكتبات حافظة حضارتنا” تُرسِّخ روح انتفاضة 15 تموز / يوليو لدى الحاضرين.
• قام الزوار القادمين من الخارج من العلماء والأكاديميين والكُتاب والناشرين بزيارة معالم مدينة اسطنبول، حيث بدأت الرحلة بصلاة الصبح في جامع السلطان أيوب ثم زيارة مكتبة مخطوطات السليمانية ومدرسة دار الحديث في السليمانية ومزار وجامع السليمانية، وبعد زيارة الضيوف لقبر سلطان اسطنبول المعنوي لقبر أبو أيوب الأنصاري رحمه الله وزيارة أكبر مكتبة المخطوطات في تركيا ومدرسة السليمانية قدموا شكرهم وامتنانهم لرئيس الجمهورية التركية السيد رجب طيب أردوغان وإلى وكالة تيكا لما قدموه من إمكانات وتسهيلات.
• وقد قام ضيوفنا من الداخل والخارج برحلة إلى مضيق اسطنبول عبر سفينة والدة سلطان التابعة لبلدية أوسكودار، وكانت هذه الرحلة كافية لتعريف الحضور بجمال اسطنبول وتركيا وبالأخص القادمين منهم من خارج تركيا.
• لقاءات أهل العلم القادمين من خارج تركيا مع علماء البلد في فُسحة وبستان جميلة سلطان في أوسكودار وبدعم من غرفة تجارة اسطنبول، وبذا أمكن للعلماء عقد استشارات وبحث مسائل الأمة.
• قام بعض الحضور من العلماء والأكاديميين والكُتاب والناشرين القادمين لمهرجان الثقافة والكتاب العربي بزيارة الأماكن المهمة؛ كجامعات تركيا ومكاتبها ومدارسها الدينية ومراكزها الثقافية، ووجدوا الفرصة المناسبة للاشتراك في عديد من البرامج الخاصة وطرح مسائل العالم الإسلامي ومناقشتها مع أساتذة الجامعات والخبراء المختصين.
• كان ضيوف المهرجان الدولي الرابع للثقافة والكتاب العربي مع موعد مع فيلم قصير يروي سيرة الخطاط وضيف الشرف السيد حسن جلي تحت اسم “حياة على منهاج الخط” حيث ألقى الخطاط السيد حسن في برنامج خاص كلمة لاقت اهتمام الجميع ولفتت الأنظار إلى مكانة فن الخط في تركيا واسطنبول سابقاً وكونها مركزاً لها تاريخياً حتى زماننا.
• وقد تم التعريف عن النسخة القديمة لصحيح البخاري في مكتبة مخطوطات السليمانية والتي يتم طباعتها كما هي بتعاون مشترك من قبل رئاسة مؤسسة المخطوطات التركية ومؤسسة إيسام، وقدم الدكتور مجير الخطيب من سوريا والسيد عرفات أيدن منسق التحرير في مؤسسة المخطوطات التركية عرضاً عن الكتاب في برنامج اشتركا فيه.
• وقد شرح مدير مكتبة إيسام السيد بيرول اولكر والبروفسور أحمد أوزال عضو مجلس إدارة إيسام أهمية مكتبة إيسام وموسوعة وقف الديانة التركي الإسلامية.
• وتحت مسمى” مكتبة مخطوطات السليمانية، الماضي والحاضر والمستقبل” أقيمت فعالية مشتركة مع رئاسة مؤسسة المخطوطات التركية تحدث فيه السيد مندرس ولي أوغلو مدير مكتبة السليمانية والسيد عرفات أيدن منسق التحرير في مؤسسة المخطوطات عن أعمال وفعاليات مكتبة السليمانية ومنشورات رئاسة مؤسسة المخطوطات.
• أقيمت خلال عشرة أيام ما يقارب الثلاثين محاضرة وندوة وكلمة؛ شارك فيها العلماء والأكاديميون والكُتاب والناشرون من داخل تركيا وخارجها، وقد لاقت هذه الفعاليات اهتماماً كبيراً، وكانوا يتوافدون لهذه الفعاليات من المدارس أفواجاً وبالأخص فرصة لقاء أهل العلم القادمين من الخارج، وشرح المختصون من ثلاث قارات أهمية المكتبات في تراثنا الإسلامي تحت مسمى “المكتبات حافظة حضارتنا”.
• تم تنظيم فعاليات التوقيع على الكتب حيث بدأت بكتب الدكتور أبو بكر سيفيل بعد إلقائه المحاضرات، ومن ثم كتاب الدكتور أحمد مراد أوزال “شروط الصحبة مع الطيور” الذي تُرجم للعربية ضمن أنشطة المهرجان، وبذا اجتمع القراء مع الكُتاب وتبادلوا الآراء.
أقيمت دروس تعليم التركية العثمانية ضمن مشروع ” العثمانية في 15 دقيقة” وبدعم من وقف الخيرات كما تم كتابة أسماء الزوار لمن أراد للذكرى ولمدة يومين من قبل الخطاط تحسين كورت.
• وبمساهمة مديرية تربية اسطنبول انضم طلاب أكثر من 25 مدرسة في اسطنبول للمحاضرات والكلمات ضمن فعاليات مهرجان الثقافة والكتاب العربي، وبذا عمت الفائدة لتصل إلى أكبر شريحة ممكنة.
• وقد أُهديت قسائم الحصول على الكتب لمجموعات الطلبة القادمين من معاهد القرآن الكريم وإعدادية وثانويات الأئمة والخطباء وكليات الشريعة والمدارس الدينية وبدعم من غرفة تجارة اسطنبول، وبفضل هذه القسائم أمكن للطلاب ذوي الحاجة من الحصول على الكتب.
• وقد اشترك في مهرجان الثقافة والكتاب العربي عدة جامعات من أبرزها جامعة مرمرة وجامعة اسطنبول وجامعة صباح الدين زعيم وجامعة ابن خلدون وجامعة السلطان محمد الفاتح وجامعة 29 آيار / مايو وجامعة كاراتاي قونية وجامعة يلوا وجامعة دوملوبنار.
أُقيمت أنشطة الدعاية والتعريف لمهرجان الثقافة والكتاب العربي قبل الافتتاح وفي أثنائه حيث تم نشر أنشطة الإعلان على اللوحات الطرقية وعلى شاشات المترو النفقي (مرمراي) وعلى سفن الركاب (إيدو) وبدعم من ميديا 9 وفورس للإعلام، بالإضافة إلى بث مباشر ورعاية رئيسية من ألبيراق ميديا وعدد من القنوات الأخرى إلى جانب إشغال مكانة مميزة لمهرجان الثقافة والكتاب العربي في النشرات والبرامج الإخبارية.
1. إعداد نشرة مصورة لفعاليات مهرجان الثقافة والكتاب العربي كما هو الحال في الأعوام السابقة.
2. قيام قناة سمرقند بتسجيل برنامج ثقافي مؤلف من 26 حلقة مع ضيوفنا من خارج البلد تحت شعار: “نحافظ على ميراثنا” حيث يبث لاحقاً خلال السنة باللغتين العربية والتركية.
3. سيتم نشر كتاب إعلام باللغتين العربية والتركية حول الأنشطة والكلمات حيث انضم رجال العلم والأكاديميون والكُتاب إلى 30 جلسة و60 محاضرة.
إن المهرجان الدولي للثقافة والكتاب العربي في تركيا هو تنظيم للقاءات العلم بين أهله وميراث مشترك في اللغة والثقافة بين الشعوب الإسلامية الشقيقة، المهرجان الرابع الذي أثبت أنه ليس معرضاً للكتاب فقط بل يهدف لرؤية وهدف سام ويزداد رصيده وينمو كل عام، فقد بدأ بإمكانات محدودة ولكن بعزيمة كبيرة جذب الانتباه في أولى عاميه فكان في مكان التقدير والاحترام حتى بدأت فعالياته في العام الثالث تحت رعاية كريمة من الرئيس رجب طيب أردوغان، وجلب معه الرضا من زواره من العلماء والأكاديميين والكُتّاب والناشرين من الداخل والخارج حيث تحول لفعالية سنوية، تمنى زواره أن يروه في كل سنة، مما زاد في نشاط وحماس المنظمين حيث كان هدفهم الأسمى التعريف ببلادنا بالشكل الصحيح تحت رعاية رئاسة الجمهورية التركية والرئيس رجب طيب أردوغان وتطوير الأواصر الثقافية مع العالم الإسلامي وتقديم الإسهامات الإيجابية فيما يخص تقوية الموروث الثقافي والتاريخي والأدبي المشترك مع العالم الإسلامي.