يعودُ قطارُ لمهرجان الثقافة والكتاب العربي الدولي في تركيا للحركة مجدَّداً بفدائيَّة كبيرةٍ كما بدأ من أوَّل سنةٍ لانطلاقه وإلى يومنا هذا بهف الاجتماع حول مركز العلم والثقافة التي كانت تمثِّلُه إسطنبول على مدى عصورٍ.
ستنظَّمُ الفعالياتُ برعاية رئاسة الجمهورية التركية واستضافة بلدية أوسكودار تقامُ بتنظيمٍ مشتركٍ من اتحاد الكتاب الأتراك – فرع إسطنبول، وجمعية المعارف والعلم والثقافة الخالدية، والمكتبة الهاشمية. وتضمُّ الفعالياتُ التي تحظى بمشاركةٍ كثيفةٍ كلَّ سنةٍ العديد من الشخصيات المهمَّة من العلماء والأكاديميين والكتَّاب والناشرين من أرجاء العالم الإسلامي.
يشاركُ في لمهرجان الثقافة والكتاب العربي الدولي في تركيا مئاتُ العلماء والأكاديميين والكتاب والناشرين من داخل القطر وخارجه. ويضمُّ في أرجائه ضيوفاً مشاركين من عدَّة دولٍ كأفغانستان، وألمانيا، وألبانيا، والمغرب، وساحل العاج، والهند، والعراق، وقطر، والكويت، ولبنان، ومصر، والنيجر، وباكستان، وروسيا – داغتسان، والسنغال، والسودان، وسوريا، وتونس، وتركمانستان، وأوغندا، والأردن، واليونان، وفلسطين، وطاجيسكتان، واليمن.
وستكونُ الفعالياتُ التي تضمُّ العلماء والناشرين من داخل القطر وخارجه ساحةً لقاء بين العلماء ومكانَ مقابلةٍ في مجالات التأليف. وإنَّ تكوينَ أرضية للاستشارة في مسائل العالم الإسلاميِّ وإنتاج عقلٍ مشتركٍ ضمن هذه الفعالياتِ ليقابَلُ بتقديرٍ كبيرٍ واهتمامٍ بالغين. وتقويمُ الفعاليات سيكون فيها العديدُ من المحاضرات والكلمات والمناقشات والندوات التي سيشاركُ فيها العلماءُ والأكاديميون والكتاب والناشرون من داخل القطر وخارجه بمعلوماتهم في هذه البرامج.
يقول الأستاذ يعقوب ألارشين رئيس جمعية المعارف والعلم والثقافة الخالدية متحدثاً عن أهداف الفعاليات: (نريدُ أن تكون فترةُ الفعاليات عيداً لقرَّاء التكاب العربي في تركيا، وأن يكون سروراً بالكتاب للجميع. وبالطبع نريدُ أن نوضِّحَ أنَّ لنا كلاماً كثيراً يجب أن يقالَ فيما يتعلَّقُ بالمناقشات والمحاضرات والندوات التي ستنظَّمُ في المعرض من خلال العلماء المشاركين من داخل تركيا ومن أرجاء العالم الإسلاميِّ. إنَّ اللغةَ العربيَّةَ كالإسمنت للعالم الإسلاميِّ؛ لأنَّ بإمكانا التكلُّمُ بهذه اللغة عن ديننا وتاريخنا وأخوَّتنا في كلِّ مكانٍ وفي كلِّ دولةٍ يعيشُ فيها المسلمون، وبواسطة نقوى).
يقدِّمُ مهرجان الثقافة والكتاب العربي مجالاً للاستفادة بعشرات الآلاف من الكتب العربيَّة من داخل القطر وخارجه، ويؤمِّنُ إلى جانب ذلك فرصةً للالتقاء في الفعاليات لطلاب وأساتذة كليات الشريعة والعلوم الإسلامية، وفروع اللغة والأدب العربي، وطلاب مدارس إمام خطيب، ومعاهد القرآن، والمدارس التَّقليدية بكونهم المخاطبين بهذا المهرجان. ويهدفُ إلى الجمع بين التراكمات العلميَّات الموجودة في العالم الإسلامي في بلدنا، كما يهدفُ إلى التعريف بشكلٍ جيدٍ بتركيا.
وقال السيدُ محمود بايكلي رئيس شعبة إسطنبول لاتحاد الكتاب الأتراك من المنظِّمين لمهرجان الثقافة والكتاب العربي في تركيا عن المهرجان: (لقد خطوْنا أوَّلَ خطواتنا في هذا العمل بحماسةٍ، بدأنا قائلين "نبدأ من حيث وقفنا"، ونرى واضحاً كم اشتقنا لبعضنا البعض. لقد قوبلت فعالياتُ المهرجان بتوجُّهٍ والتفاتٍ كبيرين من أوَّل يومٍ. وكم اجتمع في بلدنا هذا من أصحاب القلوب المهمومة من ليس بمطَّلعٍ على أمور صاحبه، وأعلنت الأصواتُ من وراء القارات باسم إسطنبول. اجتمعوا بمحبَّةٍ في إسطنبول مركز العلم والعلماء والكتب. لقد قمنا بتجهيز محتوىً سيكون بإذن الله تعالى أغنى من أيِّ سنةٍ مضتْ. نعرفُ أنَّ مهرجان الكتاب والثقافة العربي الدولي في تركيا له فوائدُ فوقَ كونه معرضَ كتابٍ، أو مؤتمراً، أو ندوةٍ، إنَّه ملتقى تآصُرِ وتماسك جسور المحبَّة فيما بيننا، وبهذه الرُّوح نعمل).
سيضمُّ مهرجان الثقافة والكتاب العربي الذي يهدفُ إلى الوصول إلى المرتبة الأسمى ولفت النظر إلى اللغة العربية وثقافتنا المشتركة، سيضمُّ العديد من الفعاليات كالالتقاء بالعلماء، والكتب المترجمة من العربية للتركية، ومجلة أطفال باللغة العربية مخصَّصة لضيوفنا الصغار الأعزاء، ودروس اللغة العثمانية، ومعارض للرسم، وأجنحة للشباب، وندوات وبرامج خاصة.
يُؤوي مهرجان الثقافة والكتاب العربي الدولي في تركيا تنظيم اجتماعاتٍ علمية بين العلماء المسلمين من ناحية، وفعاليات عن الميراث واللغة والثقافة المشتركة بين الإخوة المسلمين. ويستمرُّ مهرجانُ الكتاب والثقافة العربي بتطوُّره وتوسُّعه مبرهناً مرةً أخرى على كونه صاحبَ رؤية كبيرةٍ أوسعَ من أن يكون معرضَ كتابٍ فحسب.
لقد بدأنا بإمكانيات محدودةٍ، لكنَّ الهدفَ صار كبيراً من خلال الفعاليات، فقد انعقد المهرجان الأولُ تحت موضوع (نبدأ من حيث وقفنا)، وفي سنته الثانية تحت شعار (ضوؤنا الذي لا ينطفئ عبر العصور: الكتاب والعلماء)، وفي السنة الثالثة تبنّى شعار (مدارسنا لإحياء الماضي وإنشاء المستقبل). وقامت فعالياتُ السنة الرابعة تحت عنوان (المكتبات حافظة حاضرتنا)، وها هو في السنة الخامسة سنة 2020م ينطلقُ بشعار (ما وراء النهر.. منبع العلم).
إنَّ من بين أهداف تنظيم هذه الفعاليات برعاية رئاسة الجمهورية ودعم مؤسسات الدولة: التعريفُ ببلدنا بشكلٍ صحيحٍ، وتطويرُ العلاقات الثقافية مع العالم الإسلاميِّ، وإعطاءُ إضافةٍ إيجابيَّةٍ لتقويةِ روابط الثقافة والتاريخ والأدب المشترك مع العالم الإسلاميِّ.